
في الآونة الأخيرة، زادت النظريات والفرضيات التي تساعد في كشف جوانب جديدة تؤثر على خريطة العلاج النفسي، ومن أهم الجوانب التي تم اكتشافها هو الجانب الثقافي الذي يؤثر بشكل كبير على استجابة الكثير من الأفراد لمختلف التدخلات العلاجية. ومن هنا جاءت أبحاث كوتيرا التي كشفت أن إتباع نفس الأساليب العلاجية في البيئات ذات الثقافات المختلفة يعود بأثر سلبي على تحسين الحالات النفسية. كيف يمكن لنظرية كوتيرا تطوير خريطة العلاج النفسي؟ بدأت نظرية كوتيرا باستخدام مصطلح “الثقافة كالرياح” لتوضيح مدى تأثير الاتجاه الثقافي مثل (القيم، الفلسفات الاجتماعية، المعتقدات) على فعالية التدخلات النفسية وأثرها في الاستجابة لتلك التدخلات.وقد وجد أن “اتجاه الرياح الثقافية”، عندما يتفق مع قيم وأخلاقيات ومبادئ المجتمع الذي يتواجد به الفرد، فإن ذلك يحسن من خريطة العلاج النفسي ويساعد على تحسين الاضطرابات النفسية المختلفة. أما إذا كان التدخل “مضادًّا للريح الثقافية”، فقد يواجه مقاومة أو فشلًا، وتسوء الحالة النفسية أيضًا. تركز هذه الفرضية ليس فقط على الاختلافات الثقافية السطحية (مثل اللغة أو المعتقدات أو الدين)، وإنما على التوافق الفلسفي…
